قد ظهر في تاريخ البشرية كثير من الكتب الكلاسيكية التي قد أحدثت تأثيرات مهمة على مجرى تطور المجتمع البشري، ومن هذه الكتب كتاب” داو ده جينغ“. يسمى” داو ده جينغ“ أيضا بـ”لاوتسي“ والذي سمي على اسم مؤلفه لاوتسي، وهو مفكر صيني عظيم ظهر في عصر الربيع والخريف. يُسجَّل في الكتاب ”الطاو“ أي الطريق أو الطريقة أو الاتجاه أو المنهج أو المبدأ للنجاح والفشل والكيان والهلاك البركة والكوارث والأزلية والحداثة، فيقدر الطاويون هذا الكتاب كتاب الطاوي المقدس. يتمتع”داو ده جينغ “بفلسفة الطاوية المتمثلة في عمق مقوماته وصفوة كلامه، فيُعتبر مصدر العقلية والثقافة الصينية والشرقية.
يطرح ” داو ده جينغ“مفهوم ”يقتدي طاو بالطبيعة“ ليبلغ الناس أن يسعوا إلى دمج نفسه في الطبيعة، وفكرة ((ينقلب كل شيء إلى ضده بسبب طاو))، وحكمة ((معالجة الأمور بتسييبها حسب طاو تؤدي إلى نجاحها)).
قد شهد”داو ده جينغ“ تعليقات وشروح كثير من المثقفين، منهم أباطرة ووزراء وأدباء، ومنهم طاويون وكونفوشيون وبوذيون. قد بلغ عدد كتب التعليقات والشروح لهذا الكتاب إلى نحو 2000 طبعة.
قد انتشر ((داو ده جينغ)) في شرق العالم، وخاصة في شرق آسيا وجنوب شرق آسيا منذ عهد أسرة سوي الملكية وعهد أسرة تانغ الملكية في القرن السابع. كما انتشر إلى الغرب في عهد مينغ وتشينغ حتى بلغت نسخته المترجمة إلى 500 نسخة تقريبا بأكثر من 30 لغة.
من يوم22 إبريل 2007م إلى يوم 27 من نفس الشهر، عقدت جمعية الصين لاتصالات الثقافة الدينية وجمعية الصين للطاوية المنتدى الدولي لـكتاب” داو ده جينغ“ في مدينة شيآن ومدينة هونغ كونغ، كما عقدت معرض الآثار المتعلقة بـ” داو ده جينغ“. يُعتبر هذا المعرض من أول أنواعه في العالم.
لعلنا نأخذ حكمة أكثر من تعليم وتهذيب لاوتسي الحكيم الصيني، ولعلنا نفهم ونهتم ونفكر أكثر بالثقافة الصينية التقليدية. ((لنتمسك بالطاو القديم لمعالجة الأمور الحديثة)).